الرئيسية / ملفات ساخنة /  إنصاف الحجاج القائد الفاتح وتفنيد الافتراءات عليه-3-

 إنصاف الحجاج القائد الفاتح وتفنيد الافتراءات عليه-3-

 إنصاف الحجاج القائد الفاتح

وتفنيد الافتراءات عليه

الحلقة الثالثة

 

الأستاذ محمد أسعد بيوض التميمي

 

شبكة وا إسلاماه الإخبارية

  توصلنا من الأستاذ الفاضل محمد  أسعد بيوض التميمي كتابه الجديد  عن  الحجاج بن يوسف الثقفي   دراسة تاريخية استهدف من خلالها  إنصاف هذا القائد المسلم المفترى عليه وقد استغرقت منه سنوات من البحث والتدقيق  في مراجع التاريخ  ليقدم للمكتبة التاريخية والإسلامية دراسته   المدعمة بالأدلة   التي نفذ من خلالها كافة المفتريات التي ألصقت بالحجاج   عن الحجاج    عليه  فأننا ننشرها على حلقات…. إماطة اللثام عن الوجه  الآخر للحجاج  القائد المسلم

  ونفتح باب النقاش  العلمي الرصين لمن أراد   أن يدلي بدلوه  في هذا الإتجاه  بغية أثراء النقاش..جاد  في الإتجاه الذي يخدم  العلم والحقيقة وبيانها …

ففي عهد الحجاج بلغت الدولة الإسلامية الأموية اوج عظمتها واتساعها الجغرافي في التاريخ لم تبلغه امبرطورية من قبل

وهذا ما  جعلني  أتساء ل    ؟؟

لماذا هذا التغافل عن جميع هذه الإنجازات و الافتراء المتعمد على الحجاج والطعن به بهذا الأسلوب الشيطاني الخبيث المفعم بالحقد الأسود ,  بتأليف القصص عليه, والتي

19

في معظمها لا تدخل العقل السليم من شدة الحقد التي صيغت فيه حتى أن الحقد طغى على المنطق
فلا بُد أن يكون وراء ذلك جهة ما وسبب ما , ولا بُد أنه اكتسب عداوتها  وأن لديها دافع عقائدي وسياسي
فتبين لي بأن هذه الجهات والتي لها مصلحة في الطعن وتشويه الحجاج وشيطنته هي

الجهة الأولى  : العباسيون

فالعباسيون كما نعرف ونعلم هُم الذين قضوا على الدولة الأموية ,وانقلبوا وثاروا عليها وأسقطوها بعد تدبير خفي استمر منذ عهد معاوية ولكن ظهور الحجاج افسد عليهم خطتهم ومؤامرتهم  فأخر سقوطها ستين  عاما تقريبا  مما جن جنونهم منه فاعتبروه عدوهم الأول وسنشرح كيف أنقذها واخر سقوطها بالتفصيل في ما سيأتي من فصول هذا الكتاب  , وبعد أن نجحوا في اسقاطها كان لابد من تبريرهم  إنقلابهم عليها واسقاطهم لها فكتبوا تاريخ بني أمية مُشوهاً لتبرير ثورتهم وإنقلابهم والقضاء عليها , كما يفعل قادة الإنقلابات العسكرية في عصرنا ,حيث يكتبون تاريخ من قبلهم كما يُريدون ليُبرروا انقلاباتهم ,وكما يفعل المنتصرون

20

في الحروب ,فيكتبون تاريخ الأمم التي هزموها كما يُريدون ,فتاريخ بني أمية كُتبه العباسيون المنقلبون على بني أمية

وخاصة أن كثيرا من الفرق الشيعية المجوسية الرافضية انتشرت كالسرطان في جسم الدولة العباسية ك(الإسماعيلية وبنو بويه والإثنا عشرية والقرامطة والفاطميون)وكان لهذه الفرق سيطرة ونفوذ وهي تحمل حقداً دفيناً على بني أمية وقادتهم ومن والاهم

فلم يروق لهذه الفرق الضالة والحاقدة على بني أمية  ما قام به الحجاج من توطيد وترسيخ اركان بني امية وإنقاذها من السقوط والانهيار بالقضاء على الفتن التي عصفت بها حتى أنه لم يبقى مع بني أمية الا الشام  مما جعلهم يصبون  جام غضبهم وحقدهم عليه  فشيطنوه شيطنة كاملة فلم يبقى شائنة او رذيلة او عيب او شر الا وملأوا  به تاريخ بني أمية فمعظم من كتبوا هذا التاريخ في العصر العباسي الأول كانوا من هذه الفرق الضالة  التي تحمل  روح شيعية حاقدة  فاستغلوا حقد العباسيين على الأمويين فبالغوا في تشويهه وتشويه الحجاج  فألفوا كثيرا من الكتب المليئة بالقصص الأسطورية والافتراءات والخرافات ونسبوها زورا الى الحجاج ليكون المدخل الخبيث لتشويه تاريخ بني امية المفعم بالمجد والإنجازات الي لا زالت راسخة في التاريخ والجغرافية

21

والديمغرافية ولم يستطع هؤلاء المؤرخون ولا احد غيرهم  ازالتها رغم تجاهلهم لها ,حتى أنهم فسروا الأية الكريمة (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ۚ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ۚ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا )(60 الإسراء  بأن المقصود بالشجرة الملعونة هي بني امية والعياذ بالله الذين فتح الله على يدهم الأرض ونصر الإسلام   بل وقاموا بتأليف الأحاديث على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسقطوها على الحجاج وعلى بني أمية ,حتى يُدللوا على صدق افتراءاتهم

ولقد اصبح هؤلاء المؤرخين مرجعية لجميع من جاء بعدهم من المؤرخين وخصوصا في العهد العباسي المتأخر والى يومنا وفي مقدمة هؤلاء مؤرخهم الشيعي المتعصب الشهير والذي طعن في الصحابة ووضع احاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي اصبح مرجعا لجميع المؤرخين من بعده ينقلون عنه وكأنها حقائق وهو (الواقدي) وسنذكره مع بعض هؤلاء المؤرخين لاحقا في مكان أخرمن هذا الكتاب بأمرالله

22

الجهة  الثانية : اعداء الإسلام

أما الجهة الثانية التي شوهت هذا التاريخ وعملت على الطعن به وشيطنته وشيطنة أبطاله فهم أعداء الإسلام عبر التاريخ الذين يعملون على محاربة الإسلام بكل الوسائل والأساليب ومن هذه الأساليب تشويه تاريخنا الذي لا يوجد لنا تاريخ غيره  نعتز ونفتخر به  وبأبطاله الميامين الفاتحين الذين صنعوه ومنهم الحجاج ,و الذين ارتقوا بأمتنا الى ذرى المجد ووقفوا على قمة التاريخ ,وجعلوا المسلمين سادة الدُنيا وقادة البشرية ومعلمي الإنسانية ,ونشروا الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها
وكان الهدف من وراء  هذا الطعن وهذا التشويه هو ليجعلونا ننظر الى تاريخنا نظرة سوداوية والى ابطالنا بأنهم قتلة وسفاحين وسفاكين للدماء فنتبرأ منهم حتى لا يكونوا لنا وللأجيال المتعاقبة  قدوة  فلا نستطيع الدفاع عن هذا التاريخ  بل حتى  نخجل من الدفاع عنه فنتخلى عن تاريخنا الذي جعلنا كأمة من اعظم الأمم في التاريخ  تهابنا الأمم وترضخ لنا صاغرة وشيدنا حضارة من اعظم الحضارات في التاريخ فشواهد التاريخ في جميع البقاع التي فتحها المسلمون ومنهم بني امية  شاهدة على ذلك وعندما كانت أوروبا تعيش في بحر من الظلمات ورجال الدين يبيعون قطع من الجنة

23

بالأموال ويبيعون صكوك الغفران ويلقون صكوك الحرمان من الجنة على من  يتمرد عليهم

وقد تلقف هذه الأكاذيب والطعونات والتشويهات التي الحقوها بتاريخنا في القرن الماضي المستشرقون  والمبشرون النصارى – إبان الغزو الفكري والثقافي في مطلع القرن التاسع عشر فعملوا على التركيز عليها ونشرها حتى تخرجت على أيديهم جيوشا  من النخب الثقافية المزورة التي تحارب الإسلام بكل وقاحة وحقارة ، وحملوا الراية من بعد رحيل جيوش المستعمرين عن بلاد المسلمين ، فكان ضرر هؤلاء أشد وأنكى من ضرر أساتذتهم المستشرقين فقد قاموا بأخطر عملية تزوير وتزييف للوعي فأصبح ما يكتبه أعداء الإسلام هو الحقيقة وصار بصعوبة بل وباستحالة أن يستطيع أي باحث عن الحقيقة كما هي وحسب الحقائق والشواهد الثابتة والراسخة في التاريخ أن يقنع الناس بالحقيقة وبحدوث  هذا التزوير والتزييف فكيف ستقنع من يسمع ويردد  كالببغاوات دون أن يعي ويجادلك عن جهل  .

فالشواهد والحقائق الراسخة في التاريخ والجغرافية والديمغرافية التي انجزها وصنعها بني أمية  اعظم رد على هذا التزوير والتزييف  فمن الذي فتح مشارق الأرض

24

ومغاربها من الأندلس حتى الصين غير هؤلاء السابقون الأولون من أصحاب سيرتنا الأولى التي نفتخر بها ونعتز وهم الصحابة وتابعيهم من بني امية
فالمسلمون في ظل الدولة الأموية الإسلامية بلغوا اوج عظمتهم وقوتهم و ذرى المجد ووقفوا على قمة التاريخ وأصبحوا قادة البشرية ومعلمي الإنسانية ونشروا الإسلام من الأندلس غربا الى الصين شرقا وكانت دمشق عاصمة هذه الدولة وكان الحجاج بن يوسف الثقفي احد قادتها الفاتحين العظام الذين ساهموا بذلك مساهمة فعالة وفتح الله على يده مساحات شاسعة وبلاد كثيرة ودخل الناس في دين الله افواجا كما سنرى في ما سيأتي من الكتاب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) رواه الشيخان البخاري ومسلم أي أن دولة بني أمية مشمولة بهذه الخيرية فبعد عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء عصر الخلفاء الراشدين وبعد الراشدين جاء عصر الأمويين حيث حملوا الراية من بعدهم واستمروا بالفتوحات التي بدأها الراشدون

فشيطنة تاريخ بني أمية هو شيطنة للأمة ولتاريخها والطعن في دينها فكل من يفعل ذلك يكون ظالما وخائنا وشريرا

25

وعدوا لله ورسوله والمؤمنين  ومتأمرا على الإسلام وخادما لأعدائه  لذلك كان واجبا علي أن أدافع عن هذا التاريخ المجيد وعن أبطاله لكشف التزوير والتزييف الذي لحق به على يد أعداء الأمة وللأسف أصبح هذا الغثاء اشد المدافعين عن هذا التزوير وهذا التزييف وهذا الطعن والتشويه إنهم كالأنعام بل أضل سبيلا وفي سبيل الدفاع عن ديني وتاريخي لا أكترث بمن سأرتطم ولا بمن سأصطدم فرضى الله غايتي فأن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وإن أصبت فمن الله واللهم ارزقنا الصدق والإخلاص

 

 

 

يتبع

 

عن المحرر

شاهد أيضاً

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني من أين أبدأ هذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *