الرئيسية / ملفات ساخنة / إنصاف الحجاج القائد الفاتح وتفنيد الافتراءات عليه-5-

إنصاف الحجاج القائد الفاتح وتفنيد الافتراءات عليه-5-

إنصاف الحجاج القائد الفاتح

وتفنيد الافتراءات عليه

 

الحلقة الرابعة

 

الأستاذ محمد أسعد بيوض التميمي

 

شبكة وا إسلاماه الإخبارية

  توصلنا من الأستاذ الفاضل محمد  أسعد بيوض التميمي كتابه الجديد  عن  الحجاج بن يوسف الثقفي   دراسة تاريخية استهدف من خلالها  إنصاف هذا القائد المسلم المفترى عليه وقد استغرقت منه سنوات من البحث والتدقيق  في مراجع التاريخ  ليقدم للمكتبة التاريخية والإسلامية دراسته   المدعمة بالأدلة   التي نفذ من خلالها كافة المفتريات التي ألصقت بالحجاج   عن الحجاج    عليه  فأننا ننشرها على حلقات…. إماطة اللثام عن الوجه  الآخر للحجاج  القائد المسلم

  ونفتح باب النقاش  العلمي الرصين لمن أراد   أن يدلي بدلوه  في هذا الإتجاه  بغية أثراء النقاش..جاد  في الإتجاه الذي يخدم  العلم والحقيقة وبيانها …

 

 

 8…تاريخ   اليعقوبي    المتوفي عام 329 هجري

هو أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح العباسي من أهل بغداد ، مؤرخ شيعي إمامي ، كان يعمل في كتابة الدواوين في الدولة العباسية حتى لقب بالكاتب العباسي وبينه وبين الدولة الأموية بعد زمني حوالي مئتي عام وهو ناقل عن الذين

36

سبقوه من المؤرخين المفترين  ، وقد عرض اليعقوبي تاريخ الدولة الإسلامية من وجهة نظر الشيعة  الامامية ، فهو لا يعترف بالخلافة  الا لعلي بن ابي طالب وابنائه حسب تسلسل الأئمة عند الشيعة ، ويسمي عليا بالوصي ، وعندما قام بكتابة تاريخ  خلافة أبي بكر وعمر وعثمان لم يصفهم بالخلفاء وانما قال : تولى فلان ، ثم لم يترك واحدا منهم دون ان يطعن فيه ، وكذلك كبار الصحابة ، فقد ذكر عن عائشة رضي الله عنها اخبار سيئة ، وكذلك عن خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص ، ومعاوية بن أبي سفيان وعرض خبر السقيفة عرضا مشينا ادعى فيه انه قد حصلت مؤامرة على سلب الخلافة من علي بن أبي طالب الذي هو الوصي في نظره ، وطريقته في سياق الاتهامات الباطلة هي طريقة قومه من اهل التشيع والرفض  ، وهي إما اختلاق الخبر بالكلية او تزيد في الخبر والإضافة عليه ، او عرضه في  غير سياقة ومحله حتى يتحرف معناه ، ومن الملاحظ أنه عندما  ذكر الخلفاء الأمويين  وصفهم بالملوك ، وعندما ذكر خلفاء بني العباس وصفهم بالخلفاء ، كما وصف دولتهم في كتابة ((البلدان)) باسم الدولة المباركة ، مما يعكس نفاقه  وتستره وراء شعار التقية ، وهذا الكتاب يمثل الانحراف والتشويه الحاصل في كتابة  التاريخ الإسلامي وهو مرجع لكثير من المستشرقين والمستغربين الذين طعنوا في التاريخ الإسلامي وسيرة رجالة ، مع انه لا قيمه له من الناحية العلمية اذا يغلب على القسم الأول القصص والاساطير والخرفات

37

والقسم الثاني كتب من زاوية نظر حزبية ، كما انه يفتقد من ناحية المنهجية لأبسط قواعد التوثيق العلمي .

9…المسعودي  : 346 هجري

والمسعودي هو رجل شيعي قال فيه ابن الحجر كتبه الطافحة بأنه كان شيعياً  معتزلياً  وقد ذكر أن الوصية جارية من عهد ادم تنقل من قرن الى قرن حتى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ثم أشار الى اختلاف الناس بعد ذلك في النص الاختيار فقدم رأي الشيعة الامامية الذين يقولون بالنص ، وقد اولى الاحداث المتعلقة بعلي بن ابي طالب رضي الله عنه في كتاب (مروج الذهب )اهتماما كبيرا اكثر من اهتمامه بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم في الكتاب المذكور وركز اهتمامه بالبيت العلوي وتتبع اخبارهم بشكل واضح في كتابه مروج الذهب وعمل بدون حياء ولا خجل على تشويه تاريخ صدر الإسلام .

38  

10….  كتاب (العقدِ الفريد لا بن عبد ربهِ)

فهذا الكتاب امتلأ بكثيرٍ من الدسِ على التاريخِ، وهو صادر في عام 328 هجري قال ابن كثير عنه من كلامه يدل على تشيعه وهو كتاب بدون اسانيد

11.. جرجي حبيب زيدان

مواليد 1861 وتوفي عام 1914 هو صحفي واديب ومؤرخ من اصل لبناني نصراني فهو كان من اكبر دعاة التغريب  تتلمذ على اقطاب واعلام الغزو الفكري والثقافي من النصارى اللبنانيين من أمثال يعقوب صروف وسليم البستاني وإبراهيم اليازجي وفارس نمر وغيرهم من  خريجين الجامعة الامريكية الصليبية التبشيرية الي خرجت جيوشا من جنود الغزو الفكري والثقافي الذين سببوا هذا الواقع الأليم الذي يعيشه المسلمون اليوم   وفتكوا في كيانهم ونخروه نخرا  و جرجي زيدان عمل مترجم في مكتب المخابرات البريطانية في القاهرة ورافق الحملة الصليبية الإنجليزية على السودان لإنقاذ الجنرال الإنجليزي غوردن  من حصار جيش المهدي الذي اعلن الثورة على الإنجليز  ولقد قام بتلويث الكثير من الشخصيات الإسلامية التي صنعت تاريخنا وعزنا ومجدنا والطعن بها  حيث قام بدافع عقائدي  صليبي حاقد على الإسلام والمسلمين  بحشو مؤلفاته بالكذب والخيال واختلاق احداث ليس لها اصل في أي مرجع عربي او اجنبي وصياغة تاريخنا على مقاس هواه وما يحمله من حقد عقائدي على الإسلام فكيف سينصف تاريخ الإسلام وهو ينكر الإسلام ويحقد عليه  فهو من شوه الخليفة  العادل عمر بن الخطاب ورماه بكل نقيصة بل وزاد  على الشيعة المجوس في ذلك  وشوه عثمان وعلي وعمرو بن العاص  ومعاوية وابي سفيان وخالد بن الوليد اللهم ارض  عنهم اجمعين وهو من صور هارون الرشيد انه كان يعيش حياة مبتذلة ومنحلة وبأنه كان  زير نساء

39

ويعيش بين الجواري وكان يحتسي الخمر ومحبا للغناء ورماه  بممارسة الفاحشة  مع الغلمان  والعبيد  وشوه صلاح الدين  و اتهم عمر بن العاص بانه سرق مصر من أهلها النصارى ونهب خيراتها وشرد أهلها فالذي يقوم بهذا التزوير والتزييف للتاريخ فكيف لن يزور تاريخ بني امية والحجاج انه الحقد على الإسلام والمسلمين

.فالمدقق في تواريخ ظهور هؤلاء المؤرخين  الذين  ذكرناهم انفا نجد ان هناك مسافة تاريخية كبيرة تفصل بين اول من كتبوا تاريخ الدولة الاموية وهم الواقدي والكلبي وأبو مخنف وبين من جاء بعدهم من المؤرخين واقرب هذه المسافات حوالي  مئة عام  ومن ثم تمتد الى مئتي عام  ومن ثم الى اربعمائة عام ومن ثم الى ستمائة عام ومن ثم الف عام وأخيرا جرجي زيدان الف وثلاثماية عام  وعن  المؤرخين الثلاثة الأوائل( الواقدي والكلبي وأبو مخنف ) اخذ جميع المؤرخون الذين جاءوا من بعدهم رواياتهم التاريخية والذين ثبت انهم من الروافض الشيعة المجوس ومن أتباع عبد الله بن سبأ والمشهود لهم بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم   وصحابته وامهات المؤمنين فكيف لا يكذبون على بني امية   وعلى الحجاج الذي انقذ الدولة الأموية من فتنهم ومؤامراتهم

ولم يكتفوا بالأخذ عنهم بل زادوا عليها وشطح خيالهم في الصياغات الأدبية والقصص الأسطورية التي شهدت ازدهارا في العصر العباسي  ومن  اشهر هذه الكتب كتاب الف ليلة وليلة الذي شوه هارون الرشيد وكتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني ونهاية الأرب  وصبح الأعشى وكتب لا تعد  ولا تحصى هي عبارة عن قصص أدبية  واسطورية من نسج خيال من كتبوها وتفننوا في رواياتها بما لديهم من بلاغة وفصاحة لسان وقدرة على التعبير وبما أن تاريخ بني امية كتب كله في عصر العباسيين الذين انقلبوا عليهم والد اعدائهم هل ممكن ان يسمحوا بمدح بني امية وذكر فضائلهم ولو بفضيلة واحدة وخصوصا أن الذين كتبوا هم من السبئيين المتشيعين فاتخذوا من الحجاج بطلا وغطاء  لقصصهم الخيالية الأسطورية التي انتجها خيالهم المفعم بالحقد الأعمى على

40

الصحابة وامهات المؤمنين وبني امية  فجعلوه تاريخا دمويا وشرا مطلقا فالتاريخ يكتبه المنتصرون ويتناقله المؤرخون ولكن الذي يمحصه ويغربله ويتفحصه ويدقق به ويستطيع ان يكتشف التزييف والتزوير هم المفكرون الباحثون الذين يتفكرون ويتدبرون بما يقرأون ولا يقرأون وهم مسلمون بصحة ما يقرأون فما كتب عن بني امية والحجاج يتناقض مع حقائق التاريخ فكيف تكون حقائق التاريخ العظيمة المجيدة التي بنوها على الأرض وارتقائهم ذرى المجد تدل على أن المسلمين في عهدهم بلغوا ذروة مجدهم وعزهم وفتوحاتهم فما بلغوه من مجد لم تبلغه دولة إسلامية  من قبلهم ولا من بعدهم حيث وصلت دولة الإسلام في عهدهم اوج  عظمتها حيث امتدت من اروبا غربا الى أعماق اسيا شرقا ودخل اهل هذه البلاد  في عهدهم في دين الله افواجا فكيف  تتناقض هذه الحقائق  مع سيرتهم المشوهة وهذا ما جعلنا نتعرض ونستعرض في ما سبق   بعض اشهر الذين كانوا وراء هذا التزوير والتزيف على يد اول من كتبوا تاريخهم  ومن هم وهنا يكمن حل لغز هذا التناقض ولماذا هذا التناقض

 فماذا تنتظرون من أناس يحملون روح وعقيدة شيعية مجوسية معادية للإسلام والصحابة كتبوا تاريخكم

فمن يطعن بالصحابة وبأمهات المؤمنين كيف لا يطعن بالحجاج؟؟

المقدمات التاريخية التي أدت الى ظهور الحجاج

فبعد أن عرفنا من كتب تاريخ بني امية وقائدهم العسكري الحجاج بن يوسف الثقفي مثبت اركان دولتهم من خلال عرضنا لهؤلاء المؤرخين وادلتنا عليهم  بأنهم يحملون روح شيعية مجوسية   ومن  اتباع عبد الله بن سبأ والذين اخذ عنهم جميع المؤرخين الذين جاؤوا من بعدهم والى يومنا هذا  وبعد معرفة

41

كيف تم تزوير تاريخهم  ولماذا تم تزويره والطعن فيهم  سنتعرف في ما يلي على  الأحداث التي أدت الى ضرورة ظهور قائد  تاريخي بمواصفات الحجاج حاسم حازم غير متردد يكون على مستوى التحديات الخطيرة والمصيرية التي فرضتها هذ الأحداث والتي كادت أن تعصف بكل ما تم إنجازه من فتوحات ونشر للإسلام منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم  ومرورا بالخلافة الراشدة وبخلافة معاوية ولكن الله تكفل بحفظ دينه فكان الحجاج من جند الله الذين استخدمهم الله سبحانه في حفظ دينه فمن الضروري وحتى نفهم ما سنتحدث عنه لاحقا من تفنيد لكل الطعونات والتشويهات والافتراءات  التي الحقت بالحجاج وأسبابها والرد عليها فإن هذا يتطلب أن نجيب على  الأسئلة التالية والتي تطرح دائما عند ذكر الحجاج والتي ستكون محور هذا الكتاب والتي تتعلق بما قام به الحجاج

وبالإجابة عليها سنحكم هل كان الحجاج حقاً كافراً وشيطاناً رجيماً كما يزعمون ويفترون

 وهل كان الحجاج  على حق ام على باطل

 وهل ما فعله كان متوافقا مع شرع الله ام كان اعتداء على شرع الله ومخالفا له

وهل كان خادما للإسلام  والقرأن ام عدوا له

وهل انتكس المسلمون في عهده ام نهضوا وتقدموا وارتقوا ذرى المجد ام لحق بهم الذل والهوان والبوار

 وهل كانت الأمم تهاب المسلمين أم كانت تتطاول عليها   ؟؟

42

وهل كان  الحجاج مُحقاً بقتل عبد الله بن الزبير وسعيد بن جبير؟؟

وهل حقاً قتل عشرات الألوف من الصحابة والتابعين ؟؟

وهل حقاً هدم الكعبة وضربها بالمنجنيق؟؟

وهل حقا  كان  ناصبيا  يُناصب ال البيت العداء؟؟

وهل   صحيح  أنه كان متعطشا للدماء البريئة وسفاكا للدماء ؟؟؟

وهل عمل على نشر دين الله ام عمل على محاربته  ؟

وهل عمر ديار المسلمين أم جعلها خرابا يبابا ؟

وهل من يُرددون هذه الطعونات  قرأوا تاريخ   الحجاج   المشرف وفتوحاته العظيمة وخِدمته للدين من البداية حتى النهاية فإن كانوا قد قرأوا وعرفوا  لماذا لا  يذكرونها ويتحدثون عنها  وإن  كانوا لا  يعرفونها ويجهلونها فالذي يجهل الشيء يعاديه فمعظم من يهاجمون الحجاج لم  يقرأوا سطرا واحدا في التاريخ وإنما هم ببغاوات يتناقلون ما يسمعون دون تفكير  ؟؟

فكان الهدف من   وراء كتابة هذا   الكتاب   هو الإجابة على هذه الأسئلة ,  ومن اجل أن يعلم المسلمون حقيقة تاريخهم وحقيقة بطل من أبطالهم لحق به ظلم وافتراء لم يلحق بأحد مثله ,ولمعرفة لماذا لحق به هذا الظلم  والافتراء الذي ليس له مثيل  ؟؟

 

 

يتبع

عن المحرر

شاهد أيضاً

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني من أين أبدأ هذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *