الرئيسية / ملفات ساخنة / إنصاف الحجاج القائد الفاتح وتفنيد الافتراءات عليه-7-

إنصاف الحجاج القائد الفاتح وتفنيد الافتراءات عليه-7-

إنصاف الحجاج القائد الفاتح

وتفنيد الافتراءات عليه

الحلقة السابعة

 

الأستاذ محمد أسعد بيوض التميمي

 

شبكة وا إسلاماه الإخبارية

  توصلنا من الأستاذ الفاضل محمد  أسعد بيوض التميمي كتابه الجديد  عن  الحجاج بن يوسف الثقفي   دراسة تاريخية استهدف من خلالها  إنصاف هذا القائد المسلم المفترى عليه وقد استغرقت منه سنوات من البحث والتدقيق  في مراجع التاريخ  ليقدم للمكتبة التاريخية والإسلامية دراسته   المدعمة بالأدلة   التي نفذ من خلالها كافة المفتريات التي ألصقت بالحجاج   عن الحجاج    عليه  فأننا ننشرها على حلقات…. إماطة اللثام عن الوجه  الآخر للحجاج  القائد المسلم

  ونفتح باب النقاش  العلمي الرصين لمن أراد   أن يدلي بدلوه  في هذا الإتجاه  بغية أثراء النقاش..جاد  في الإتجاه الذي يخدم  العلم والحقيقة وبيانها …

51

مقدمة عن يزيد

وكما كتبنا مقدمة عن عبد الله بن الزبير اللهم ارض عنه في ما سبق  فمن الإنصاف  أن نكتب عن يزيد  بن معاوية اللهم ارض عنه والتعريف به  لأن المسلمون لا يعرفون عن يزيد الا ما افتراه عليه الشيعة بأنه قاتل الحسين رضي الله عنه وبأنه كان رجلا فاسقا فاحشا ومدمن شرب الخمر  

ومن اجل ذلك جعل الشيعة السبئيين من يزيد شيطانا رجيما كما فعلوا مع الحجاج وما قاله هؤلاء عن يزيد  رسخ في التاريخ المزور وعقول الناس وكأنها هي الحقيقة المقدسة التي لا يجوز مناقشتها او الاعتراض عليها حتى وصلت درجة الاعتراض عليها الى درجة الكفر  وما هي بالحقيقة  لذلك فكم هي مهمة صعبة عندما تدافع عن يزيد لتنصفه وتكشف الزور والبهتان والافتراءات التي لحقت به وبتاريخه وامام الحق والحقيقة والدفاع بالحق عن تاريخنا علينا ان نقول الحق دون أن نخاف في الله لومة لائم ما دام الهدف والغاية رضا الله  

لذلك سيستغرب الناس كثيرا عندما نقول بأن يزيد بن معاوية له فضائل  كثيرة  يجهلها المسلمون الا قليلا منهم  وأن هذه الفضائل مذكورة

52

باحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم والتي فيها بشرى من الله بالمغفرة وبالخيرية والتي سنذكرها لاحقا بمشيئة  الله وقد تعجبون بأن هناك شهادات عن فضائله من ال علي ومن الصحابة رضي الله عنهم

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات:6).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة:8).

فمن هو يزيد وما هي فضائله وما هو تاريخه

 هو يزيد بن معاوية بن سفيان الأموي ثاني خلفاء بني امية بعد ابيه معاوية وهو سابع خليفة للمسلمين بعد ابي بكر وعمر وعثمان  وعلي والحسن بن علي ومعاوية  

53

وقبل أن يتولى يزيد الخلافة بعد والده معاوية كان مجاهدا ومن قادة الفتح بل كان هو قائد اول جيش بعثه والده معاوية لفتح القسطنطينية 

 وكل ما روي عنه من الفسق كشرب الخمر وغيره، فهو من وضع خصوم بني أمية الذين لا يخافون من الندم امام الله حيث لا ينفع الندم فهي روايات شيعية

ومثل تلك الروايات الكاذبة عن وقعة الحرة، وما لفقوه من نسبة حريق وقع للكعبة إلى جيش الخليفة عبد الملك بن مروان وقد تتبعها المحققون فوجدوها لا تقوم على أساس فمن فضائل يزيد أنه كان احد قادة جيوش الفتح التي كانت منطلقة في جهات الأرض الأربعة للقتال في سبيل الله ولنصرة دينه ومن اجل نشره في الأرض فهو كان اول أمير لاول  جيش غزا القسطنطينية وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح  البخاري  أن (أول جيش يغزو مدينة قيصر مغفور له) ومدينة قيصر كما هو معروف في التاريخ هي مدينة القسطنطينية التي اصبح اسمها بعد الفتح استنبول .

فلقد أخرج البخاري عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي  حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت وهو نازل في ساحة حمص وهو في

54

بناء له ومعه أم حرام وام حرام هي احدى محارم رسول الله صلى الله عليه وسلم من  خالاته ، قال عمير: فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا

فقالت أم حرام: قلت يا رسول الله أنا فيهم؟

 قال: (أنت فيهم).

ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم)

فقلت :أنا فيهم، قال: لا

وكان غزو القسطنطينية  سنة (49هـ) بقيادة الصحابي بسر بن ارطأة ، فطلب المدد من معاوية بن سفيان  فأرسل له جيشا بقيادة ولده يزيد فيه جمع من خيرة الصحابة الأجلاء منهم أبو أيوب الأنصاري وعبدالله بن عمر، وفيهم عبدالله بن الزبير نفسه ، وفيهم عبدالله بن عباس، والحسين بن علي، رضي الله عنهم اجمعين .

وقد أخرج البخاري عن تلك الغزوة أن (يزيد بن معاوية عليهم)  أي  كان  أميرهم .

55

فلو كان يزيد فاسقا مجرما ضالا معاديا لال البيت هل يقبل هؤلاء الصحابة أبناء الصحابة أن يولوه عليهم وخصوصا عبد الله بن الزبير والحسين بن علي رضي الله عنهما وهل يقبل الحسين رضي الله عنه أن يوالي من لم يوالي أباه ويلعنه

وظاهر الحديث أن المغفرة الواردة فيه   تشمل يزيد بن معاوية وكيف تشمل الجنود ولا تشمل القائد فلو كان القائد فاسدا وفاسقا ومنافقا   وضالا   وسكيرا عربيدا معاديا لأل بيت رسول الله صلى الله عليه  وسلم  كيف  يبشر  رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الله  سيغفر له فرسول الله لا  ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى  وقد نهى الله سبحانه نبيه بأن يدعو للمنافقين ومن يحادون الله وكيف للصحابة  لو كان كما يفترون أن يقبلوا أن يكون قائدهم واميرهم وينفذون أوامره معاذ الله   .

 فالله سبحانه نهى رسوله أن يصلي على المنافقين  او يستغفر لهم

وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُون  84 التوبة

56

ونفى الله سبحانه الإيمان عن من يوادون من حاد الله ورسوله فهل يدعو له رسول الله صلى الله عليه  وسلم  لو  كان يزيد من الذين يحادون الله ورسوله  

َلَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 22 الحشر

  

وفي رواية ثالثة للبخاري بتفصيل أكثر فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم استيقظ من نومه وهو يضحك مرتين لما رأى من أمر المجاهدين في سبيل الله تعالى في الغزوتين رضاً بما يصنعون وسعادة بصنيعهم.

وكان أمير الغزوة الأولى معاوية على عهد عثمان، وأمير الغزوة الثانية يزيد على عهد أبيه معاوية.

57

والرسول صلى الله عليه وسلم شهد للجيش الأول بالجنة (أوجبوا)، وللثاني بالمغفرة (مغفور لهم)، ولا فرق بين الجائزتين، ومعهما ضحك النبي لهم وسروره بهم.

فقد روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمعه يقول: فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك، قالت (أي أم حرام): فقلت: وما يضحكك يا رسول الله؟

قال: (ناس من أمتي، عرضوا علي  غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر ملوكاً على الأسرة، أو: مثل الملوك على الأسرة).

: فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك

 فقلت: وما يضحكك يا رسول الله؟

قال: (ناس من أمتي، عرضوا علي غزاة في سبيل الله) كما قال في الأول

 قالت: فقلت يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، قال: (أنت من الأولين).

58

فركبت ام حرام البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان، فوقعت عن دابتها التي ركبتها حين خرجت من البحر  فماتت من فورها  حين خرجت من البحر  وأنا نفسي رأيت قبرها والمسجد المقام بجانبه  في جزيرة قبرص اليونانية  ويسمى المسجد باسمها مسجد ام حرام وسبحان الله المسجد وقبرها محاطين  بارض ملحية لا ينبت فيها نبات الا الأرض الملاصقة للمسجد والقبر يوجد شجر يانع وخضرة

 وبالرغم من الصراعات الداخلية التي حدثت في عهد يزيد، فإنه لم يتوقف عن  الفتوحات الإسلامية ، فاستمرت هذه الفتوحات  في الشرق وفي الغرب اما في  الشرق واصلت الجيوش الإسلامية فتوحاتها في خراسان  وسجستان تحت قيادة مسلم بن زياد، فغزا  سمرقند  وحُجَنْدة  .

وأما في الغرب فقد أعاد يزيد بن معاوية عقبة بن نافع والياً على إفريقية، وكان معاوية رضي الله عنه قد عزله عنها، فواصل عقبة بن نافع فتوحاته بحماس منقطع النظير وقال: إني قد  بعت  نفسي  لله عز وجل فلا أزال أجاهد من كفر بالله.

59

ففتح مدينة (باغاية ) فى أقصى إفريقية، وهى مدينة بالمغرب، وهزم الروم والبربر مرات عديدة، ثم واصل المسير إلى بلاد  الزاب ، فافتتح مدينة “أَرَبَة” وافتتح “تَاهَرْت” و”طَنْجة” و”السُّوس الأدنى”.

ثم صار إلى بلاد السوس الأقصى، واستمر فى فتوحاته حتى بلغ “مليان”، وحتى رأى البحر المحيط (المحيط الأطلنطي) فوقف عليه وقال مقالته  التى حفظها له التاريخ: يا رب لولا هذا البحر لمضيت فى البلاد مجاهداً في سبيلك، ثم عاد راجعاً إلى القيروان وهذه الغزوات أشار لها رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي كان قائدها يزيد

وروى البخاري بسنده عن نافع قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية، جمع ابن عمر حشمه وولده، فقال: “إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة).

وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال، وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه، ولا تابع في هذا الأمر، إلا كانت الفيصل بيني وبينه

60

وإنزال الصحابي الكبير عبد الله بن عمر بن الخطاب  هذا الفقيه الكبير وهو من فقهاء الصحابة حكمه على من نكث بيعة يزيد، يعتبر فيصلاً في صحة بيعته وولايته وحرمة الخروج عليه.

وليس بعد ذلك لأحد من قول؛ فالقول قول ابن عمر، وهو صحيح متصل إليه برواية الإمام البخاري

لم يكتف ابن عمر بهذا حتى ذهب إلى كبار رؤوس الخارجين على يزيد، ومنهم عبد الله بن مطيع العدوي، يحذرهم وينصحهم.

فقد روى مسلم في (صحيحه) بسنده عن نافع وغيره قال: جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع، حين كان من أمر الحرة ما كان، زمن يزيد بن معاوية فقال: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة.

 فقال: إني لم آتك لأجلس.

أتيتك لأحدثك حديثا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله.

61

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً).

وهناك  شهادات حق بحق يزيد من  ال علي رضي الله عنهم الذين يدعون الشيعة بأن يزيد كان عدوا لهم فمن هذه الشهادات شهادة محمد بن علي (ابن الحنفية)رضي الله عنهما  

فحين تأتينا الشهادة ليزيد بالصلاح على لسانه، فإن هذه الشهادة بلا شك  ذات قيمة عالية في الدلالة على أن هذا الرجل ليس بالصورة التي شوهها السبئيون و المنافسون والحاقدون وتلقاها الجمهور بالقبول لشيوع تلك الصورة وتغلغلها  في كل أحشاء التاريخ ومفاصل الثقافة ورسخت في العقول كحقائق وكل من يحاول أن يكشف زيفها يتهم بأنه عدو لأل البيت وللصحابة بل ويكفر

فيروي ابن كثير أن عبد الله بن   مطيع   داعية ابن الزبير  مشى من المدينة هو وأصحابه إلى محمد ابن الحنفية فطلبوا منه أن يخلع  بيعة  يزيد فرفض طلبهم  فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدى حكم الكتاب

62

فقال محمد ما رأيت منه ما تذكرون ، قد حضرته و أقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً  للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة

قالوا : ذلك كان منه تصنعاً لك،

 قال: وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع ؟

 ثم قال لهم  أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر ، فلئن كان أطلعكم على ذلك  فإنكم  لشركاؤه  ، و إن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا

 قالوا : إنه عندنا لحق و إن لم نكن رأيناه

 فقال لهم  : أبى الله ذلك على أهل الشهادة ، و لست من أمركم في شيء.

 قالوا: فلعلك تكره أن يتولى الأمر غيرك؟

فنحن نوليك أمرنا قال: ما أستحل القتال على ما تريدونني عليه تابعاً ولا متبوعاً

قالوا: فقد قاتلت مع أبيك

قال جيئوني بمثل أبي أقاتل على مثل ما قاتل عليه

 63

فقالوا: فمر ابنيك أبا القاسم، والقاسم، بالقتال معنا

 قال: سبحان الله آمر الناس بما لا أفعله ولا أرضاه؟

إذن ما نصحت لله في عباده

قالوا: إذن نكرهك، قال: إذن آمر الناس بتقوى الله وألا يرضوا المخلوق بمعصية الخالق، وخرج إلى مكة) ويقول عنه أنه كان مواظباً على الصلاة  متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة) البداية و النهاية (8/233) و تاريخ الإسلام – حوادث سنة 61-80هـ – (ص274) ابن كثير: 8/229.

ويقول العالم والمفكر والكاتب الإسلامي   محب الدين الخطيب رحمه الله والمتوفي عام 1969 : وسيرة عمر التى حاول معاوية أن يسير عليها سنتين كانت المثل الأعلى في بيته، وكان يزيد يحدث نفسه بالتزامها.

روى بن ابي الدنيا (بسنده) أن معاوية قال ليزيد: كيف تراك فاعلاً إن وليت؟

قال: كنت والله  يا  أبتي  عاملاً  فيهم عمل عمر بن الخطاب.

64

فقال معاوية: سبحان الله يا بني، والله لقد جهدت على سيرة عثمان فما أطقها، فكيف بك وسيرة عمر؟

65

شهادة شيخ الإسلام ابن تيمية بيزيد

يَزِيدَ مِنْ الطَّرَفَيْنِ خِلَافٌ لِمَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ فَإِنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَأوِيَةَ وُلِدَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عفان – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – وَلَمْ يُدْرِكْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا كَانَ مِنْ الصَّحَابَةِ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ ؛ وَلَا كَانَ مِنْ الْمَشْهُورِينَ بِالدِّينِ وَالصَّلَاحِ وَكَانَ مِنْ شُبَّانِ الْمُسْلِمِينَ ؛ وَلَا كَانَ كَافِرًا وَلَا زِنْدِيقًا ؛ وَتَوَلَّى بَعْدَ أَبِيهِ عَلَى كَرَاهَةٍ مِنْ بَعْضِ الْمُسْلِمِينَ وَرِضًا مِنْ بَعْضِهِمْ وَكَانَ فِيهِ شَجَاعَةٌ وَكَرَمٌ وَلَمْ يَكُنْ مُظْهِرًا لِلْفَوَاحِشِ كَمَا يَحْكِي عَنْهُ خُصُومُهُ  وَجَرَتْ فِي إمَارَتِهِ أُمُورٌ عَظِيمَةٌ : – أَحَدُهَا مَقْتَلُ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ لَمْ يَأْمُرْ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ وَلَا أَظْهَرَ الْفَرَحَ بِقَتْلِهِ ؛ وَلَا نَكَّتَ بِالْقَضِيبِ عَلَى ثَنَايَاهُ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – وَلَا حَمَلَ رَأْسَ الْحُسَيْنِ رضي الله عنه الى الشام لكن امر بمنع الحسين رضي الله عنه وبدفعه عن الأمر

فيا أيها المسلمون من كانت هذه صفاته وبشهادة احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وشهادة الصحابة وال البيت ممكن أن يقتل الحسين حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تتحدث  احاديثه عن اول جيش سيحاول فتح القسطنطينية بأن الله سيغفر له وكان من ضمن هذا الجيش خيرة الصحابة وابناءهم  ومنهم الحسين وعبد الله بن الزبير وأبو أيوب الأنصاري وكان هذا الجيش بقيادة يزيد

66

 فيا ايها الناس يزيد بن معاوية كان في دمشق عاصمة بني امية ولم يكن في العراق ولبعد المسافة بينهما فمن المنطقي عدم معرفته وعلمه عن هذا الاستدراج شيئا ولا يعلم بأن الحسين قادم الى العراق , لذلك ومن المنطقي أيضا بأنه لم يأمر بقتله كما يدعي الشيعة المجوس الذين قتلوه , ,فهل كان عند يزيد لاسلكي أو هاتف أو موبايل أو واتسب أو ايميل وطائرات مسيرة واقمار صناعية تتبع حركة الحسين رضي الله عنه , حتى يُصدر أوامره بقتله

و للأسف فإن المؤرخين من أهل السنة وقعوا في حبائل السبئيين المجوس فأخذوا رواياتهم الباطلة و أدرجوها في كتبهم وتناقلوها ، أمثال ابن كثير في البداية و النهاية ، وابن الأثير في الكامل ، وابن خلدون في العبر والإمام الذهبي في تاريخ الإسلام و في غيرها من الكتب والذين اخذوا جميعا كما ذكرنا سابقا عن المؤرخين الثلاث الأوائل المطعون بصدقهم وامانته وثبت انهم يحملون روح شيعية سبئية حاقدة على الإسلام والمسلمين

وهم (أبي مخنف و الواقدي و ابن الكلبي ) ، و وبالإضافة الى ذلك أن معظم هذه الكتب الفت على عهد العباسيين كما ذكرنا في المقدمة ، وكما هو معروف مدى العداء بين الأمويين و العباسيين ، فكانوا يبحثون عمّن

67

يطعن بهؤلاء فيملؤون بطون هذه الكتب بالأكاذيب حتى أن الناس اصبحوا لا يعرفون من تاريخ يزيد الا الكذبة الكبرى بل هي من اعظم الأكاذيب في التاريخ بأنه قتل الحسين رضي الله عنه

وبالفعل استغل الشيعة المجوس مقتل الحسين رضي الله عنه, فاتهموا  يزيد بقتله وهم الذين قتلوه  ,فثارت ثائرة أهل الحجاز ضد بني أميه وفتحت أبواب الفتنه على مصرعيها ,فسالت  بحور من الدماء

وقام ابن الزبير باستغلال  تلك الثورة للخروج على الدولة الاموية ,بحجة الثأر لمقتل الحسين, ونصرة أل البيت وأعلن  الخلافة  في الحجاز ونصب نفسه أميراً للمؤمنين ,فدانت له الحجاز وبايعه أهل الكوفة والبصرة  وبعض أمراء الشام ولم يبقى لبني أميه غير ولاية الاردن وواليها حسان بن مالك, وكان عبد الله بن زياد والي الامويين على العراق وقد غادرها هاربا  تحت وطأة ثورة ابن الزبير على بني أمية, فأصبحت الخلافة الاموية على وشك الانهيار ,ومما زاد الأوضاع تفاقماً موت يزيد في ريعان الشباب ,وقد فُتحت على المسلمين أبواب الفتنه على مصرعيها

68

وعندما مات يزيد في عام 64 للهجرة بعد حكم اربع سنوات فقط عجت بالفتن  خلفه ابنه معاوية الثاني ,ولكن معاوية الثاني لم يستمر في الحكم أكثر من أربعين يوماً ,حيث كان  في السابعة عشر من عمره, فتنازل عن الحكم  حيث كان مريضاً, ولم يكن هناك أحد من ذرية يزيد أو معاوية ليخلفه فتم  اختيار مروان بن الحكم لينتهي بذلك حكم سلالة معاوية بن سفيان وتبدأ سلالة  المراونيين  وما يعرف بالدولة الأموية الثانية إن جاز التعبير ولكن مروان بن الحكم استمرت خلافته ما يقرب من عامين فقط من 64 هجري الى 65 هجري لينتقل الحكم من بعده الى ولده عبد الملك بن مروان الذي ظهر في عهده الحجاج  كان لا بد من هذه المقدمة عن يزيد اللهم ارض عنه قبل أن نتحدث عن قيام الحجاج بإنهاء  فتنة عبد الله بن الزبير حتى يتضح في  ذهن القاريء بأن الصراع  لم يكن بين فسطاطين فسطاط  كفر و وفسطاط إيمان وإنما فتنة بين طائفتين من المسلمين لكل منهما اجتهادهما  كما حصل  بين معاوية وعلي رضي الله عنهما  فمعاذ الله أن نبغض احد الفريقين او نتعصب له على حساب الحق وقل الحق من ربكم وفي سبيل الحق وما يرضي الله لا اكترث بمن اصطدم او ارتطم

عن المحرر

شاهد أيضاً

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني من أين أبدأ هذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *