الرئيسية / عاجل / المــال.. السياســة.. الجنــس ثلاثة أقانيم لشيطان واحد (2)

المــال.. السياســة.. الجنــس ثلاثة أقانيم لشيطان واحد (2)

المــال.. السياســة.. الجنــس
ثلاثة أقانيم لشيطان واحد (
2)

 

مر على الإنسان حين من الدهر، وهو يضع شهوة الجنس والمال والسلطة في غير موضعها، ويستعملها بغير حق، فضاع وأضاع. ويرى المختصون في هذه الشهوات، محركا رئيسيا لسلوك الإنسان. لذلك يكون الخطر عظيما، إذا ما وضعت في غير موضعها.

 

ومن صور هذا الخطر، أن يستعمل الجنس لأسباب سياسية أو ابتزازية، أو للتجنيد من قبل جهة مخابراتية أو اقتصادية. وتكون المرأة، طبعا، هي الطعم. ومن الشهيرات في هذا المضمار :

 

* مارلين مونرو، عشيقة جون كنيدي.
* المغنية أسمهان، التي عملت لصالح المخابرات البريطانية.
* اعتماد خورشيد، زوجة صلاح نصر المجرم، رئيس المخابرات المصرية أيام جمال عبد الناصر.

 

1 ـ فضيحة وزير الدفاع البريطاني “جون بروفومو” John   Proufumo:

 

في إحدى أمسيات صيف 1961، قام عملاء تابعون للمخابرات البريطانية MI5 ،تعقب الملحق العسكري المساعد بالسفارة السوفياتية بلندن وعضو المخابرات السوفياتية، القبطان “يِيفْغِينِي إِيفَانُوفْ”.

 

كان القبطان “إيفانوف” يكثر من التردد على شقة تقع في قلب لندن، هي في ملكية الطبيب “ستيفين وارد”، الذي تجمعه بمجتمع الصفوة في لندن – أمراء… وزراء… – علاقات حميمة. وكان يشاطر الطبيب شقته، فتاة اسمها “كريستين كيلر Christine Keeler.

 

وكالعادة، قام عملاء المخابرات البريطانية بالتقاط صور لكل من يرتاد المنزل أو يغادره. وأثناء فحصهم لمجموعة من تلك الصور، فوجئوا بوجه غير غريب عنهم. إنه رئيسهم “جون بروفومو”، وزير الدفاع البريطاني. ويومها بدأت المتاعب تلاحق حكومة الوزير الأول المحافظ “هارولد ماكميلان”.

 

وبحلول يناير 1963، عمت الفضيحة أرجاء المملكة المتحدة، وتناقل الناس كيف أن أحد كبار المسؤولين الرئيسيين عن أمنهم، يقتسم فراش معشوقته مع جاسوس روسي. وخاف الشارع البريطاني من أن يكون هذا الفراش، قد أصبح معبرا لعدد كبير من الأسرار العسكرية البريطانية، إلى موسكو. في بداية الأمر، نفى “بروفومو”، تحت قبة البرلمان، التهمة عن نفسه، وأنكر وجود علاقة مشبوهة بينه وبين “كلير”، وهدد بمتابعة من يحاولون تدنيس صورته. وأمام لجنة التحقيق البرلمانية، جلس الوزير الأول إلى جانب “بروفومو”، مساندة له. وعندما انتهى وزير الدفاع من إلقاء تصريحه، ربّت الوزير الأول على كتفه، تطييبا له. وقد أثار هذا الموقف ضجة داخل المجتمع الريطاني، وأثار نقاشا حادا في كواليس النخبة ؛ فإما أن رئيس الحكومة، كمسؤول أول عن أمن البريطانيين، كان يجهل كل شيء عن العلاقة التي جمعت بين الثلاثي [بروفومو، كلير، إيفانوف]، وهذا أكبر دليل على عدم أهليته، وإما أنه كان على علم بهذه الفضيحة، لكنه غض الطرف عنها، حفاظا على حكومته التي هزتها أحداث سابقة، هزا عنيفا.

 

قرر الدكتور “وارد”، بعد أن ضغطت عليه “سكوتلاند يارد”، ألا يسقط وحده. اعترف بأنه كان يشرف على شبكة من “المومسات الراقيات”، تعمل على إشباع نزوات الارستقراطية ورجال السياسة. كما أخبر وزير الداخلية ووسائل الإعلام، بحقيقة العلاقة التي جمعت “بروفومو” بـ “كلير”. حينئذ سقط “بروفومو”، وسطر رسالة إلى الوزير الأول، يعترف فيها بأنه كذب علنيا، عندما صرح بأن علاقته بـ “كلير”، كانت علاقة صداقة بريئة. وعلقت “التايمز” البريطانية الشهيرة على هذه الرسالة، بأنها (إحدى أكبر وثائق التاريخ السياسي البريطاني إيلامــا).

 

دخل الدكتور “وارد” السجن. أما “بروفومو” الجنتلمان الذي جمع بين الكذب والضعف أمام شهوة الجنس، فإنه اعتزل العالم. وقدمت حكومة “ماكميلان” استقالتها.

 

أما “كريستين كلير”، فإنها نشرت مذكراتها، وباعتها بوزنها ذهبا. أصبحت وسائل الإعلام تطاردها كل حين، علها تقتنص منها تصريحا أو سـرا، مقابل مبلغ مالي مغـر. صرحت “كلير” لإحدى القنوات التلفزية، في 12 ديسنبر 1986، بما يلي:

 

ـ إذا كنتُ أنا صاحبة 9 مليون جنيه إسترليني، فإنني لا أدري كيف يمكنني أن أتألم.

ـ لقد كان الأمر مزعجا جدا بالنسبة إلى “بروفومو”.

ـ وكذلك الأمر بالنسبة إلى زوجته، لأنه كان زوجا خائنا.

ـ ولأنه كان يعتقد أنه سيصبح في يوم من الأيام وزيرا أولا.

ـ لكن، من كان الخاسر الأكبـــر؟!

 

2 ـ جــون كيــندي JFK :

 

سنوات بعد اغتيال “كيـندي” ( 22 / 11 / 1963 )، أخذت تطفو على السطح جملة حقائق وأسرار، تتعلق بهذا الرئيس الذي كان يتظاهر أمام وسائل الإعلام، برب الأسرة والأب الحنون. ذكر أحد الصحفيين الأمريكيين، أن عشيقات كيندي، يصل عددهن إلى الـ 1500 امرأة، ما بين نجمة سينمائية، وعارضة أزياء، و…. وهناك من بينهن من اعترفن بأن الرئيس كان يستعملهن كمبعوثات إلى أباطرة المافيا الأمريكية.

 

أنجز الصحفي الإنجليزي “أنتوني سومرز”، عام 1991، تحقيقا جيدا في الموضوع، سطر فيه اعترافات “جوديت إكسنر”، عشيقة “كيـندي” ومحظيته، خلال الحملة الانتخابية الرئاسية التي خاضها ضد نيكسون. اعترفت “إكسنر” بأن كيندي سلمها في يوم من شهر أبريل 1960، حقيبة محشوة بكمية كبيرة من الدولار الأمريكي، وأمرها بأن تسلمها للمدعو “سام موني جيانكانا Sam Mooney Giancana ” أحد زعماء المافيا الأمريكية، عند نقطة معينة بمحطة القطار بمدينة شيكاغو. كما ورد في هذا التحقيق الصحفي أن المترشح للبيت الأبيض والمافيوزي، كانا يقتسمان معا، نفس فراش “إكسنر”. وتلك الدولارات، كانت مقابل المساعدة التي ستقدمها المافيا لكيندي في سعيه نحو البيت الأبيض.

 

بعد فوزه، أصبحت الممثلة “مارلين مونرو” عشيقته المفضلة. وتذكر الأوساط العليمة، أن كيندي كان يفضي إليها بأكبر أمور الدولة سرية، كلما اختلى بها. هكذا صارت الممثلة “مونرو” أكثر معرفة بأمور الدولة، من عدد كبير من رجالاتها.

 

عبد القـادر أحمـد الزيــدي

طنجـة / المغــرب

عن habib

شاهد أيضاً

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني من أين أبدأ هذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *