السجن بسبب القرآن: مأساة الداعية الأويغورية خاصية أحمد
في واقعة صادمة تكشف عن حجم القمع الذي يتعرض له الأويغور المسلمون في الصين، أصدرت محكمة صينية حكمًا بالسجن لمدة 14 عامًا بحق الداعية الأويغورية خاصية أحمد، البالغة من العمر 57 عامًا. التهمة الموجهة إليها كانت تعليم الأطفال القرآن الكريم وحيازة نسختين من المصحف الشريف، وهي أفعال تعد جزءًا من ممارسات دينية يومية لمسلمي الأويغور، لكنها تُعتبر تهديدًا في نظر السلطات الصينية.
خلفية القضية
خاصية أحمد، التي كانت معروفة في مجتمعها كمعلمة متفانية تنشر القيم الإسلامية بين الأطفال والشباب، أصبحت رمزًا لمعاناة الأويغور الذين يواجهون تضييقات متزايدة على حرياتهم الدينية والثقافية. تشير تقارير منظمات حقوق الإنسان إلى أن اعتقالها جاء ضمن حملة أوسع تستهدف محو الهوية الدينية والثقافية لشعب الأويغور، وذلك عبر سياسات قمعية تشمل تدمير المساجد، حظر ارتداء الرموز الدينية، وإجبار الأفراد على التخلي عن تعاليمهم الروحية.
انتهاك صارخ للحريات
حكم المحكمة ليس مجرد عقوبة على فرد واحد، بل يعكس واقعًا مريرًا يعانيه الملايين من الأويغور المسلمين. هذه السياسات تمثل انتهاكًا صارخًا للحقوق الأساسية التي تكفلها المواثيق الدولية، مثل حرية الدين والتعبير. ومع ذلك، تواصل السلطات الصينية تجاهل الانتقادات الدولية والنداءات المستمرة للإفراج عن المحتجزين ووقف الحملات القمعية.
صمت عالمي مقلق
ما يزيد الوضع تعقيدًا هو الصمت المطبق من العديد من الدول والمؤسسات الدولية تجاه هذه القضية الإنسانية. المصالح الاقتصادية والسياسية تجعل الكثيرين يترددون في مواجهة الصين بشأن سجلها الحقوقي. لكن هذا الصمت لا ينبغي أن يكون مبررًا للتغاضي عن معاناة الأويغور، بل يجب أن يكون حافزًا للتحرك واتخاذ خطوات ملموسة لدعم حقوقهم.
دعوة للعمل
قضية خاصية أحمد ليست الأولى ولن تكون الأخيرة إذا استمر العالم في تجاهل ما يحدث. على المؤسسات الحقوقية، الدول، والمنظمات الإسلامية والدولية أن تبذل جهودًا أكبر للضغط على الصين لوقف سياساتها القمعية. كما يجب أن يدرك المجتمع الدولي أن حماية الحقوق الدينية والثقافية للأقليات ليست خيارًا، بل هي مسؤولية أخلاقية وضرورة لتحقيق السلام والعدالة.
الخاتمة
إن قصة خاصية أحمد هي تذكير مؤلم بحجم المعاناة التي يعيشها الأويغور المسلمون تحت وطأة القمع. ورغم الألم، فإن صوتها وصوت شعبها لن يُسكت طالما هناك من يرفض الظلم ويدافع عن الحرية. العالم مطالب اليوم بأن يكون على قدر المسؤولية، وأن يعمل من أجل تحقيق العدالة وإنقاذ من تبقى من ضحايا هذه المأساة.