شبكة واإسلاماه الإخبارية في حوار مع
أهل الشيخ أحمد الأسير
“قضية الشيخ أحمد الأسير: معاناة مستمرة
حوار وتقديم : زكرياء بوغرارة
المشرف العام لشبكة واإسلاماه الإخبارية
في هذا الحوار الشامل، نسلط الضوء على قضية الشيخ أحمد الأسير، التي أثارت اهتمامًا واسعًا على المستويين المحلي والدولي. نبدأ بالحديث عن حال الشيخ في سجنه، ورؤيته الشخصية لحل قضيته وملف عبرا بشكل شامل. ثم ننتقل إلى تحركات أنصاره ومؤيديه، الذين بذلوا جهودًا كبيرة لرفع الظلم عنه وعن إخوانه، والمطالبة بحل نهائي لهذا الملف العالق.
نتطرق أيضًا إلى مشروع العفو، والأسباب التي جعلت عائلة الشيخ وأنصاره ترفضه، بالإضافة إلى تأثير التغيرات السياسية الأخيرة في سوريا ولبنان على احتمالات حل قضية المعتقلين الإسلاميين، بما فيهم الشيخ الأسير.
نستعرض كذلك الرسائل الموجهة إلى الحكومة السورية ورئيسها، ودور أهل السنة وعلمائهم في لبنان في دعم قضية الشيخ، بالإضافة إلى التغطية الإعلامية لهذه القضية، وما إذا كانت عادلة أم لا.
نناقش أيضًا الدعم الذي تلقاه الشيخ من شخصيات سياسية ودينية، والتحديات التي واجهتها عائلته وأنصاره في طريق المطالبة بإطلاق سراحه، والأسباب السياسية أو الأمنية التي قد تكون وراء تأخر هذا الإطلاق.
وأخيرًا، نتعرف على كيفية قضاء الشيخ وإخوانه أيامهم ولياليهم في السجن، والرسالة التي يوجهها الشيخ إلى الجهات المعنية بملف عبرا.
الى الحوار
حالة الشيخ في السجن والنظام القضائي اللبناني
١) في البدء نود منكم اخبارنا عن احوال الشيخ احمد الاسير في سجنه ورؤيته لحل قضيته وملف عبرا بصفة شاملة
الحمدلله على كل حال الشيخ أحمد الأسير في سجنه منذ ما يقارب العشر سنوات حاله كحال أي سجين مظلوم ووضع السجون في لبنان معلوم فهي بإعتراف الحقوقيين والمسؤولين مسالخ بشرية لا تصلح لحياة البشر فهي متهالكة عفنة والدولة لاتؤمن المقومات الأساسية للعيش من غذاء ودواء واستشفاء
أما بالنسبة لملف عبرا الذي حُكم فيه الشيخ إعدام من المحكمة العسكرية التي هي أساساً محكمة استثنائية وكانت الذراع القضائي لحزب إيران بإقرار الكثير من المسؤولين لاسيما أن القضاء في لبنان مسيس وأكبر دليل على ذلك ما حصل في قضية تفجير المرفأ.

٢) كيف يقضي الشيخ وإخوانه يومه وليلته في السجن ؟
٢) يقوم الشيخ بخدمة نفسه وإعداد ما يتيسر له من طعام ويحاول أن يمشي في الباحة متى استطاع ذلك ويشتغل بمراجعة ورده من القرآن الكريم بعد أن منّ الله عليه بحفظ كتاب الله وهو في الإنفرادي في سجن الريحانية
٣) ماهي أكثر اللحظات صعوبة التي مررت بها خلال فترة سجنه؟
٣) الحمدلله على كل حال، أوقات عصيبة مررنا بها منذ اعتقال الشيخ، ففي كل زيارة له عندما كان لثلاث سنوات في الانفرادي، وعندما تدهور وضعه الصحي ومنعنا من الزيارات وإدخال الثياب والطعام والدواء له لأسباب واهية كنّا نمر بأوقات شديدة جداً، وعند المحاكمات وصدور الأحكام الظالمة، بالإعدام، والمؤبد، و ٢٠ سنة بحق الشيخ بملفات سياسية مفبركة، عدا عن التشويه من الإعلام المأجور والتوقيفات بحق المناصرين وسجنهم وصدور الأحكام الظالمة بحقهم وأحوال أهالي الشهداء وأهالي المعتقلين التي تدمي القلوب. ومن أشد اللحظات التي مررت بها هي عندما رأيته مكبلاً لأول مرة وأنا أعرف جيداً أنه مظلوم.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل عملنا ويجعله خالصاً لوجهه الكريم.
ملف عبرا: مؤامرة وسياسة وظلم قضائي
٤) هل ممكن أن تحدثينا أكثر عن ملف عبرا ؟
٤) كذلك الأمر بالنسبة لقضية عبرا فهي سياسية بحتة تدخل حينها وزير العدل العوني سليم جريصاتي على الإعلام وطالب بتسريع محاكمة الشيخ وتعيين محام عسكري طبعاً خلافاً للقانون لأن الشيخ لديه محامين أصيلين ولم تأخذ المحكمة بأي من شهادات عشرات الشهود ومنهم مشايخ مدينة صيدا ونوابها والعديد من السكان في المنطقة والفيديوهات والتسجيلات والأدلة ولا حتى الإخبارات التي قدمها المحامون كذلك رفضت المحكمة الإخبار الذي قدمه جميع محامو الدفاع للموقوفين في ملف عبرا وهو الفيلم الإستقصائي الذي نشرته قناة الجزيرة تحت عنوان ماخفي أعظم عبرا من أطلق الرصاصة الأولى الذي يبين حقيقة ما جرى وأن حزب إيران هو من خطط وأدار وشارك في أحداث عبرا
ومع ذلك صدر حكم إعدام بحق الشيخ أحمد الأسير من المحكمة العسكرية التي رفض الشيخ أن يستجوب فيها وقال :”لن أستجوب في محكمة إيرانية ”
وقد أصدر مكتب حقوق الإنسان في جنيف التابع للأمم المتحدة مساءلة إلى الدولة اللبنانية حيث أعتبر أن (محاكمة الشيخ الأسير تفتقد إلى المعايير الأساسية للمحاكمة العادلة)
ولو كان في لبنان عدالة وقضاء منصف لكان الشيخ خارج السجن ولكن بإعتراف جميع السياسيين أن القضاء في لبنان كيدي استنسابي يكيل بمكيالين ولا قدرة على محاكمة حزب ايران وضباط الجيش المتورطين معه في المعركة من أجل ذلك طالبنا بإقرار قانون عفو يعتبر مخرجاً للدولة الظالمة وللمظلومين أمثال الشيخ وهم كثر.
٥) بعد انتصار الثورة السورية والتغيرات الراهنة في الساحة اللبنانية برأيكم هل هناك اقتراب لحل نهائي لقضة المعتقلين الاسلاميين وللشيخ الاسير؟ ما هي المستجدات في هذا الاتجاه؟
٥) من بديهيات الأمور أن يغلق ملف مايسمى الموقوفين الإسلاميين بشكل عام وملف الشيخ احمد الاسير بشكل خاص لاسيما وأن معظم هذه الملفات كانت بسبب نصرة الثورة السورية ورفض هيمنة السلاح وهاهي الثورة بفضل الله قد انتصرت ورئيس الجمهورية اللبناني يتصلح بالرئيس الشرع مهنئاً ورئيس الحكومة السابق يزور سوريا لبدء صفحة جديدة ولكن حتى الآن نلمس من المسؤولين السياسيين الطائفيين إزدواجية غير مفهومة للأسف
٦) هل تعتقدين أن هناك أسبابًا سياسية أو أمنية وراء تأخر إطلاق سراحه؟
٦) أكيد طبعا كانت مؤامرة عبرا بخلفية سياسية تقاطعت مصالح عدة أطراف على إنهاء حالة الشيخ الأسير ولكن وبعد مرور ١٢سنة على هذه المؤامرة لا يزال حب الشيخ في قلوب الشرفاء من اللبنانيين عامة ومن اهل السُّنة خاصة يزداد بفضل الله
التحركات الشعبية وأنشطة أنصار الشيخ
٧) كان لانصار الشيخ ومؤيديه تحركات عديدة من فترة لرفع الظلم عن الشيخ واخوانه والمطالبة بحل نهائي لهذا الملف، هل لكم تحدثونا عن هاته التحركات وما انجزتم في ضوءها من اشهار للمظلومية والقضية
٧) منذ أحداث عبرا سنة ٢٠١٣م. وعندما كان الشيخ متوارٍ طلب من أنصاره من خلال تسجيل صوتي أن يقوموا بالإعتصامات السلمية للمطالبة بإغلاق ملف عبرا ومنذ ذلك الحين وأنصار الشيخ من شباب مسجد بلال بن رباح وأهالي معتقلي أحداث عبرا والمحبين يقومون بتحركات دائمة من أجل إظهار المظلومية ورفع الصوت في مناطق عديدة في لبنان في طرابلس وبيروت وصيدا وأمام سجن رومية وأمام مجلس النواب ومجلس الوزراء وغير ذلك وقد ساهمت هذه التحركات في إبقاء ملف عبرا وملف الموقوفين الإسلاميين عموماً على طاولة الرأي العام دائماً وأظهرت المظلومية وكسرت الخوف الذي حرص المتآمرين علينا من سياسيين وأمنيين بفرضه على أنصار ومحبي الشيخ من خلال فزاعة الإرهاب ولكن بفضل الله ثم بفضل جهود المخلصين واستمرار التحركات السلمية انكسر الخوف وظهر لكل عاقل من هو الإرهابي الحقيقي

مشروع العفو العام وتداعياته السياسية
٨) الى اين آل مآل مشروع العفو؟ وما اسباب رفضكم له؟ أعني عائلة الشيخ وانصاره
٨) طالبنا بالعفو العام من باب أنه مخرج للجميع بما في ذلك الدولة اللبنانية لاسيما أنهم عاجزون عن تحقيق العدالة وطوال هذه السنوات وبعض السياسيين يتاجرون بملف الموقوفين الإسلاميين وملف العفو العام رغم الظلم الشديد الحاصل في هذا الملف ورغم أن المفتي الشيخ عبداللطيف دريان طالب مراراً بالعفو العام الشامل لطي الصفحة الماضية ولكن في كل مرة يطرح فيها قانون عفو يكون ظالم بحق شبابنا ومشايخنا وينفع الآخرين من غير طوائف لذلك كنا نرفض ولكن مؤخرا طرحت كتلة الإعتدال قانون تخفيض السنة السجنية للجميع ٦أشهر وتحديد محكومية المؤبد والإعدام ولكن لم يطرح حتى الآن في مجلس النواب
التحديات والزيارات في السجن
٩) ما موقف أهل السنة وعلماء أهل السنة في لبنان وسياسييها حول قضية الشيخ؟ خاصة وقد بدأت الأصوات تعلو مؤخرا من عدة اتجاهات لتبرئة الشيخ
٩) معظم اللبنانيين عامة وأهل السنة منهم خاصة يعلمون أن ماحصل في عبرا هي مؤامرة لحرب إلغاء على الشيخ وإخوانه وربما بدأت ترتفع الأصوات الآن أكثر من ذي قبل بسبب المتغيرات الأخيرة وكسر الخوف ولذلك معظم علماء السُّنة متفقون على ضرورة إطلاق سراح الشيخ أحمد الأسير واغلاق ملف الموقوفين الإسلاميين بشكل عام
١٠) كيف تنظرون للتغطية الإعلامية لقضيته، وهل تترون انها عادلة
١٠) من قبل أحداث عبرا الأليمة وهناك تعتيم إعلامي مشبوه من الإعلام المأجور بل هناك حملات تشويه وشيطنة للشيخ ومازلنا نعاني من هذا التعتيم الذي لا يفسر إلا بدافع الحقد على ديننا وأهله
بفضل الله بعض الناشطين على مواقع التواصل ينصرون قضية الشيخ من خلال إظهار حقيقة ما حصل في عبرا والكلام عن المظلومية الواقعة على مشايخ وشباب أهل السُّنة
كذلك نرجو من الإعلام الهادف أن ينصر الشيخ وملف الموقوفين الإسلاميين في السجون اللبنانية
المواقف الإعلامية والدعوات الإصلاحية
١١) كيف كانت زيارتك للشيخ الأسير في السجن وهل كانت هناك قيود أو صعوبات في التواصل معه؟
١١) كانت الزيارة مرة واحدة أسبوعياً لمدة خمس دقائق عندما كان في سجن الريحانية العسكري من خلال الهاتف الداخلي من وراء الزجاج والحديد وبعد انتظار طويل قد يتجاوز ثلاث ساعات والمرور على ثلاث مراكز تفتيش وبعد ذلك في مبنى المعلومات في سجن رومية حيث بقي في الإنفرادي لمدة ٣سنوات وأصبحت الزيارة ١٥د.فقط وذلك بعد مطالبات عديدة وبعد أن أضرب الشيخ عن الطعام وكنا ننتظر ساعات طويلة وتفتيش متكرر ثم بعد ذلك قاموا بنقله الى مبنى الخصوصية الأمنية التي أطلق عليها غوانتنامو لبنان بسبب التنكيل الشديد الذي تعرضوا له السجناء وبقي الشيخ في هذا المبنى لا يرى الشمس مايقارب السنتين وبسبب وباء كورونا اضطروا إلى نقله إلى مبنى ب في رومية وهو مبنى الإسلاميين حيث نستطيع زيارته مرة واحدة أسبوعياً وطبعاً عبر الهاتف الداخلي ومن وراء الزجاج والحديد
١٢) ما هي التحديات التي واجهتها في طريق المطالبة بإطلاق سراحه؟
١٢) الحمدلله على كل حال واجهنا الكثير من التحديات بسبب التشويه والتضليل الإعلامي وبسبب الوضع الأمني الصعب فقد كانت الأجهزة الأمنية تلاحق شباب أهل السُّنة لمجرد صورة للشيخ على الهاتف وكانت حملة تخويف شديدة
وكذلك كان الوضع العائلي جداً صعب إذ صدرت مذكرات توقيف بحق أولاد الشيخ الثلاثه وأخيه وصهره وبعد ذلك أحكام غيابي بالمؤبد والإعدام عليهم
كذلك كان الوضع السجني للشيخ صعب جداً وتدهور وضعه الصحي وقد بقي في الإنفرادي ثلاث سنوات والحمدلله على كل حال
وكان الإستمرار بالتحركات طوال ١٢ رغم كل التشويه والتضليل والتخويف وإظهار مظلومية الشيخ وبيان حقيقة ماحصل في عبرا وظلم القضاء من أكبر التحديات ومازلنا مستمرون بحول الله وقوته ثم بجهود المخلصين ونصرة الشرفاء
١٣) هل تلقيتم دعمًا من شخصيات أو جهات سياسية أو دينية للمطالبة بإطلاق سراحه؟
١٣) لم نتلق أي دعم سوى ما يكون من مواقف عامة ومطالبات لإغلاق ملف الموقوفين الإسلاميين عموماً
١٤) ما هي رسالتكم للحكومة السورية الراهنة ولرئيسها احمدالشرع فيما يخص الاضطلاع بدور حقيقي للضغط من اجل انهاء محنة المعتقلين والشيخ احمد الاسير
١٤) نحن نقدر الضغوطات الهائلة التي يعيشها الرئيس الشرع وإخواننا في الظروف الراهنة ولكننا نظن بهم أنهم لن ينسوا من ناصر ثورتهم وقت عزّ النصير ومنهم الشيخ أحمد الأسير وإخوانه بتوفيق من الله ومنّة فالمنّة لله ورسوله
رسالة الشيخ وآماله للمستقبل
١٥) ماهي رسالة الشيخ لكافة الجهات المعنية والوصية في ملف عبرا
١٥) لم يصدر من الشيخ منذ إعتقاله أن طلب من أحد شيئاً ولكنه طالب قبل اعتقاله أثناء تواريه جميع المسؤولين لا سيما السُّنة منهم أن يسارعوا بإغلاق هذا الملف لأنه مؤامرة وفضيحة ولكن للأسف الشديد يتأكد لنا يوماً بعد يوم ما كان يقوله الشيخ بأن أهل الدين من أهل السُّنة في لبنان يعاملون على أساس أن لا قيمة لهم
خاتمة:
في ختام هذا الحوار الراقي، نتوجه بخالص الشكر والتقدير للأخت الكريمة صاحبة الحوار، التي أسهمت بصدق وإخلاص في طرح قضية الشيخ أحمد الأسير و أحواله في الأسر. لقد تناول الحوار بعمق الظروف المأساوية التي يعيشها الشيخ في سجنه، ومشكلات ملف عبرا والإجراءات القضائية المتحيزة، مع تأكيد على أهمية التحرك الوحدوي والدعوة إلى إصلاح أوضاع المعتقلين على أسس العدل الإسلامي السمح. نسأل الله تعالى أن ينير دربكم ويبارك في جهودكم، وأن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم، وأن يفرج عنكم و عن جميع أسرى المسلمين في كل مكان. جزاكم الله كل خير.