أوراق من مجلة المرابطون
أختاه ..
هل ثمَّ خيار ؟!..
بقلم الشيخ أبي طلال القاسمي
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه ..وبعد
فهذه أختاه ورقات كنا قد نشرناها مسلسلة في حلقات عشر تحت ذات العنوان في مجلة
( المرابطون ) من العدد (3/4) إلى العدد ( 14/ 15) ضمن ( ركن المرابطات ) . وكان أن طلب إلينا كثيرون ـ شفاهة وكتابة ـ إعادة طبعها في رسالة مستقلة ، تعميماً للفائدة وتسهيلاً للمراجعة والإطلاع ، غير أن ظروفاً لا تخفى ، منها ضيق ذات اليد ، حالت دون تلبية ذلك الطلب . ولما وافق الأخوة القائمون على المركز الثقافي للمسلمين مشكورين على نشر هذه الرسالة أعدت النظر فيها ، وبعد تصرف يسير استخرت الله على تنفيذ ذلك راجياً من ربي الرضى والقبول .
ومن الجدير بالذكر أن عمدة مادة هذه الورقات مقتبسة من كتاب (عودة الحجاب ) لمحمد بن إسماعيل عفا الله عنه وأجزل له الثواب ، فقد اعتمدت تقسيمه وسردت ـ بغير كثير تصرف ـ جملة مما أورده من استدلالات قيمة مفيدة جزاه الله خيراً .
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.
أختاه ..
إن إسلامك يدعوك إلى الله والدار الآخرة ، وأعداؤك ، وهم كثر ، يريدونك أن تميلي ميلاً عظيماً .. فهم يوجهون سهامهم الخفية إلى ذاتك وكيانك وفهمك وتصورك واعتقادك .. إلى مظهرك ومخبرك .. إلى فكرك وقلبك ..فهل ثمَّ خيار؟!..
أختاه .. إن إسلامك يأخذ بيدك كي تنطلقي من جواذب الأرض ورغائب النفس إلى حيث الحرية التامة والأفق السامي الوضيء ، وأعداؤك يقبرونك في حفر ظاهرها متاع زائل حائل رخيص وباطنها العذاب والجحيم ..
أختاه .. إن إسلامك يدعوك إلى العلو عن كل ظل لهذه الدنيا وأوشابها العفنة إلى حيث مقاعد صدق عند مليك مقتدر ، وأعداؤك يريدونك في مستنقع مراحيض الدنيا كي تكوني من الهالكين ؟.. فهل ثمَّ خيار ؟!
أختاه .. إن إسلامك يدعوك إلى التحرر من قيود المغريات ، والفكاك من أسر هواتف الأرض ، وأعداؤك يكبلونك بالأغلال ويسلكونك في سلاسل ذرعها سبعون ذراعاً ، فأنت إذن ترسفين في قيود من حديد أحقاباً وأحقاباً .. هل ثمَّ خيار بين الصعود و النزول ؟ …بين السمو و الدنو ؟ بين النعيم والجحيم ؟ هل ثم خيار بين عدن وسجين بين الفردوس وسقر؟ قطعاً ليس ثم خيار.
والأمر لن يتوقف أختاه على مجرد الاختيار ؛ فالاختيار له تبعاته ومتطلباته ، وهذه التبعات هي التي ستحدد دورك المناط بك بعد حسم الاختيار ..
هذا الدور وطبيعته هو موضوع هذه الورقات ..
إلا أنه قبل أن نشرع في تحديد ذلكم الدور وطبيعته نقدم له بمقدمتين ينتج عنهما القواعد الأساسية لدور المرابطات ، ومن ثم يسهل علينا بعون الله تعالى تحديد ذلك الدور ..
المقدمة الأولى:
إن الإسلام عندما أنار الأرض وما عليها من عقول وقلوب رفع من نظرة المجتمع إلى المرأة، وقرر وأكد جانباً طالما كان غائباً مجهولاً في علاقات الجنسين ، فقرر أنها ليست مجرد إشباع لغريزة الجسد وإطفاء لفورة الدم ، إنما هي اتصال بين طاقتين إنسانيتين من نفس واحدة بينهما مودة ورحمة ، وفي اتصالهما سكن وراحة ، ولهذا الاتصال هدف مرتبط بإرادة الله في خلق الإنسان وعمارة الأرض وخلافة هذا الإنسان فيها بسنة الله في خلق منهجه وشرعه ، ومن ثم عني الإسلام بالمرأة واتخذها قاعدة لبناء المجتمع الإسلامي ، وعدّها الحصن الذي تنشأ فيه الأجيال وتدرج ، فلا غرو أن وفر الإسلام الضمانات اللازمة لحماية ذلك الحصن وصيانته وتطهيره من كل ما يلوثه أو يدنسه ، وحدد له دوره ومسئوليته تحديداً دقيقاً كاملاً.
المقدمة الثانية :
إن الأخت المسلمة المرابطة إذا ما حسمت بحزم قضية ذلك الاختيار ــ والذي أشرنا إليه آنفا ــ وقطعت كل أرجحة أو لجلجة بين قيم الدنيا وقيم الآخرة .. بين الهبوط إلى حفر الأرض والصعود فوق سحب السماء .
إن الأخت المسلمة بعد أن حددت في قلبها بوضوح ذلك التصور الإسلامي الصحيح وخلّصت قلبها من كل وشيجة تحول بينه وبين التجرد لله والإخلاص له وحده دون سواه ..
بعد أن أحيت نفسها وارتفعت وصفت ورقت ،وجب عليها حينئذ أن تعلم أن تبعة ثقيلة قد ألقيت على كاهلها .. فمنذ أن حسمت خيارها لصالح الإسلام وقيمه ومثله ، أصبحت ـــ شاءت أم أبت ــ مثلاً يحتذى وقدوة لغيرها ، فأي حركة أو سكنه تصدر منها يراها الناس على أنها حركة الإسلام وسكنته ؛ لأن الناس للأسف تقيس الإسلام على الأشخاص مع أن الأصل أن الأشخاص هم الذين يجب أن يقاسوا على الإسلام . لذا وجب عليها أن تحذر أن تكون داعية ضلالة دون أن تدري فتحمل من الأوزار ما لا تطيق .
ورد في الحديث : ( من دعا إلى هدى فله أجرها وأجر من يعمل بها إلى يوم القيامة ما ينقص ذلك من حسناتهم شيئاً ، ومن دعا إلى ضلالة فعليه وزرها ووزر من يعمل بها إلى يوم القيامة ما ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً ) ..
ومن هنا كان عليها أن تعرف دورها جيداً وتتأكد أن كل حركة وكل سكنه لها ــ بعد إخلاص النية لله ــ إنما هي وفق ذلك الدور الذي حدده ورسمه لها إسلامها فلا تحيد أو تميل فَتَضل وتُضل والعياذ بالله ..
القواعد الأساسية التي يقوم عليها دور المرابطة :
بعد هاتين المقدمتين يمكن أن تتضح في الأذهان الركائز الأربعة التي ينبغي أن يقوم على أساسها دور المرأة المسلمة .. وهي ركائز ليست من عندياتنا أو من اجتهاد عقولنا أو وضع أقلامنا .. بل هي ركائز سماوية قرآنية سجلها رب السماوات والأرض .. من خلق الذكر والأنثى ويعلم الجهر وما يخفى .. هذه الركائز هي أمران ونهيان .. أمران أمر الله بهما نساء المؤمنين ، ونهيان نهى الله عنهما نساء المؤمنين ..
أما النهيان فهما قول ربنا جل وعلا : ( ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) وقوله سبحانه : ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) ..
وأما الأمران فهما قول ربنا جل وعلا : ( وقلن قولاً معروفاً).. وقوله سبحانه : ( وقرن في بيوتكن )..
هذه الركائز مجتمعة تحظر على المسلمة إبداء مفاتنها ومغرياتها سواء كانت متعلقة بصوتها أو صورتها..
ومن هنا يتعامل الإسلام مع المرأة على أنها إنسان له قيمة وكرامة .. منوط بها دور يرتكز على هذه الأوامر وتلك النواهي .. وإليك تفصيل ذلك باختصار:
1 ــ لا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه :
ينهاك إسلامك أختاه حين تخاطبين الأغراب من الرجال ــ حال الضرورة ــ أن يكون في نبراتك ذلك الخضوع اللين الذي يثير الشهوة ويحرك الغريزة ويطمع مرضى القلوب . ولئن كان القرآن قد حذّر هذا التحذير لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللواتي هن أمهات المؤمنين ، أي اللواتي لا يطمع فيهن طامع ، ولا يرق إليهن خاطر ، وفي أي عهد كان هذا التحذير ؟ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ــ نقول : لئن كان هذا التحذير في ذلكم العصر لهو في هذا العصر أولى وأوجب ، فلئن كانت نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم هن أبعد ما يكونون عن فتنة النساء ، فغيرهن ليس بمثلهن ، ومع هذا حذر القرآن ذلكم المجتمع العف ،فما بالنا نحن وقد أصبح العفاف والتقى كالنقطة البيضاء في الثور الأسود ؟!
2 ــ وقلن قولاً معروفاً :
قد رأيت أختاه كيف أن إسلامك قد نهاك عن النبرة اللينة واللهجة الخاضعة ، ثم ها هو ذا يأمرك أن يكون حديثك ــ إن كان لازماً ــ في أمور معروفة غير منكرة ؛ لأن موضوع الحديث قد يُطمع مثل لهجة الحديث ، فلا ينبغي أن يكون بين المرأة والرجل الغريب لحن ولا إيماء ولا هزل ولا دعابة ولا فرح، كي لا يكون ذلك مدخلاً إلى شيء آخر وراءه من قريب أو بعيد ..
3ــ وقرن في بيوتكن :
الأصل أختاه في حياة المسلمة هو الرباط في بيتها ، فبيتها هو المقر وما عداه استثناء طارئ لا تبقى فيه ولا تستقر إنما هي الحاجة التي تعطى بقدرها ..
والبيت ـ كما يقول صاحب الظلال رحمه الله ـ : هو بمثابة المرآة التي تجد فيه نفسها على حقيقتها كما أرادها الله تعالى غير مشوهة ولا منحرفة ولا ملوثة ولا مكدودة في غير وظيفتها التي وهبها الله لها بالفطرة .
وإن خروج المرأة لتعمل كارثة على البيت قد تبيحها الضرورة ــ وفق ضوابط معينة ــ أما أن يتطوع لها الناس وهم قادرون على اجتنابها فهي اللعنة التي تصيب الأرواح والضمائر والعقول في منحدر الانتكاس والشرور والضلال ..
أما خروج المرأة لغير العمل خروجها للاختلاط ومزاولة الملاهي والتسكع في النوادي والمجتمعات فذلك هو الارتكاس في الحمأة الذي يُردِ البشر إلى مراتع الحيوان .. فبالله كيف يتاح للمرأة التي تخرج لتعمل من السهر ومن الوقت ومن هدوء البال ما تشرف به على إعداد جيل الإسلام ورجاله، وما تتهيأ به بمثابة نظامها وعطرها وبشاشتها ؟ فالأم المكدودة بالعمل للكسب ، المرهقة بمقتضيات العمل.. المقيدة بمواعيده .. المستغرقة الطاقة فيه ، لا يمكن أن تهب البيت جوه وعطره ولا يمكن أن تمنح الطفولة النابتة من حقها ورعايتها..
ولقد كانت النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرجن للصلاة غير ممنوعات شرعاً من هذا ، ولكنه زمان كان فيه عفة وتقوى ، وكانت المرأة تخرج ، أي للصلاة ، متلفعة لا يعرفها أحد ، ولا يبرز من مفاتنها شيء ، ومع هذا كرهت عائشة لهن أن يخرجن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .
ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان نساء المؤمنين يشهدن الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرجعن متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس ) .
وفي الصحيحين أيضا أنها قالت : ( لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن من المساجد كما فعلت نساء بني إسرائيل ) .
فبالله ماذا أحدث النساء في حياة عائشة رضي الله عنها ؟.. وماذا يمكن أن يحدثنه حتى ترى عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مانعهن من الصلاة في المساجد ؟
ماذا بالقياس إلى ما نراه هذه الأيام ؟!..
4ــ ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى :
حين الاضطرار إلى الخروج بعد الأمر بالقرار في البيوت ينهاك أختاه ربك أن تتبرجي تبرج الجاهلية :
قال مجاهد رحمه الله : ( كانت المرأة تخرج تمشي بين الرجال فذلك تبرج الجاهلية ).
قال قتادة 🙁 وكانت لهن مشية تكسر وغنج فنهىالنساء عن ذلك ).
قال مقاتل بن حيان رحمه الله : ( والتبرج أن تلقي الخمار عن رأسها ولا تشده فيداري قلائدها وقرطها وعنقها ويبدو ذلك كله منها ، وذلك التبرج) .
قال ابن كثير رحمه الله : ( كانت المرأة منهن تمر بين الرجال مسفحة بصدرها لا يواريه شيء ، وربما أظهرت عنقها وذوائب شعرها وأقراط أذنها ، فأمر الله المؤمنات أن يستترن في هيئاتهن وأحوالهن ) .
ترى ألا تتوارى جاهلية الأمس خجلاً من جاهلية اليوم ويعد تبرج الأمس ــ بالنسبة لتبرح اليوم ــ حشمة ووقاراً ؟..
لقد نهاك ربك أختاه عن التبرج تطهيراً لك ولمجتمعك من أثاره المدمرة ، وبعداً عن عوامل الفتنة ورفعة وسمواً بك وبمجتمعك إلى علياء السمو …
نأتي الآن أختاه إلى دورك الواعد المنوط بك من قبل مولاك ونبدأ بتحديده ..
دور المرابطات
وحتى يكون تحديد دورك أيتها الأخت المرابطة واضحاً سهلا سنقسم ــ بعون الله ــ ذلك الدور وفقاً وطبقاً لوضعك الاجتماعي ؛ أعني :
1ــ إن كنت زوجة
2ــ إن كنت أماً
3ــ إن كنت بنتاً
والآن إليك ــ يرحمك الله ــ تفصيل ذلك …
إن كنت زوجة
*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ألا أدلكم على نسائكم في الجنة ؟ قلنا : بلى يا رسول الله . قال : ودود ولود ، إذا غضبت أو أُسيء إليها قالت : هذه يدي في يدك ، لا أكتحل بغمض حتى ترضى } يعني ترضيه .
رواه الطبراني
.. لا شك أن دورك أختاه إن كنت زوجة من أخطر الأدوار تأثيراً ــ سلباً وإيجاباً ــ على حركة الدعوة والرباط والجهاد المتمثل في حركة زوجك الداعية أو المرابط أو المجاهد ، ولئن كان الإسلام قد جعلك المأوى الأريج الذي يلقي عنده زوجك عناء المسير ومشقة الطريق ، ثم يتزود منه طاقة دافعة ودماً متجدداً للمواصلة والاستمرار ، أقول : لئن كان الإسلام قد جعل لك هذه المكانة العالية فلقد حدد للقيام بهذا الدور نقاطاً عملية تتمثل فيما عرف بعنوان حقوق الزوج على زوجته .
وقبل أن نشرع في تفصيل تلكم الحقوق إليك أختاه مثلاً مضيئاً وقدوة تحتذى للزوجة المسلمة التي علمت تلكم الحقوق فوقفت عندها بالامتثال والأداء فارتفعت ورفعت إلى العلياء.
روى أن شريحاً القاضي قابل الشعبي يوماً ، فسأله الشعبي في بيته ، فقال له : ( من عشرين عاماً لم أر ما يغضبني من أهلي . قال : (وكيف ذلك ؟) قال شريح : (من أول ليلة دخلت على امرأتي ، رأيت فيها حسناً فاتناً ، وجمالاً نادراً ، قلت في نفسي: فلأطهر وأصلي ركعتين شكراً لله ، فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء ، قمت إليها ، فمددت يدي لملاعبتها فقالت :{ على رسلك يا أبا أمية ، كما أنت ، ثم قالت : الحمد لله أحمده وأستعينه ، وأصلي على محمد وآله ، إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك ، فبين لي ما تحب فآته ، وما تكره فأتركه . وقالت : إنه كان في قومك من تتزوجه من نسائكم ، وفي قومي من الرجال من هو كفء لي ، ولكن إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً ، وقد ملكت فاصنع ما أمرك به الله ، إمساك بمعروف ، أو تسريح بإحسان . أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك ..} قال شريح : ( فأحوجتني والله يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضع، فقلت : الحمد لله أحمده وأستعينه ، وأصلي على النبي وآله وسلم ، وبعد : فأنك قلت كلاماً إن ثبتِّ عليه يكن ذلك حظك ، وإن تدعيه يكن حجة عليك ، أحب كذا وكذا ، وأكره كذا وكذا،وما رأيت من حسنة فانشريها ، وما رأيت من سيئة فاستريها !)
فقالت :(كيف محبتك لزيارة أهلي؟) قلت : (وما أحب أن يملني أصهاري ) . فقالت : ( فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له ، ومن تكره فأكره ؟ ) قلت : (بنو فلان قوم صالحون ، وبنو فلان قوم سوء ) قال شريح : ( فبت معها بأنعم ليلة ، عشت معها حولاً لا أرى إلا ما أحب ، فلما كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء ، فإذا بفلانة في البيت ، قلت : ( من هي ؟ ) قالوا : (ختنك) ــ أي أم زوجك ــ فالتفتت إليَّ ، وسألتني ، (كيف رأيت زوجك؟) قلت : ( خير زوجة ) .قالت : ( يا أبا أمية إن المرأة لا تكون أسوأ حالاً منها في حالين : إذا ولدت غلاماً ، أو حظيت عند زوجها، فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم شراً من المرأة المدللة فأدب ما شئت أن تؤدب ، وهذب ما شئت أن تهذب ) قال 🙁 فمكثت معي عشرين عاماً لم أعتب عليها في شيء إلا مرة ، وكنت لها ظالماً) .
وبعد فهل ثمَّ خيار ، أختاه لك في أن تكوني مثل هذه الزوجة الصالحة والتي ما وصلت إلى ما وصلت إليه إلا بامتثالها ومعرفتها لحقوق الزوج على زوجته حق المعرفة وتمام الامتثال ؟..
وها نحن أولاء نذكر على سبيل الإجمال حقوق الزوج على زوجته ثم نتبع ذلك بشيء من التفصيل لكل حق من هذه الحقوق :
حقوق الزوج على زوجته :
1ــ وجوب طاعة المرأة زوجها في المعروف .
2ــ حق الزوج على المرأة أعظم من حق والديها .
3ــ المتابعة في السكن .
4ــ أن لا تصوم نفلاً بدون إذنه .
5ــ أن لا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه .
6ــ أن لا تخرج من بيته بغير إذنه .
7ــ أن تحفظ ماله .
8ــ أن لا تطالبه مما وراء الحاجة ، وما هو فوق طاقته فترهقه من أمره عسراً .
9ــ أن تشكر له ما يقدم لها .
10ــ تدبير المنزل ، وتهيئة المعيشة .
11ــ أن تبر أهل زوجها.
12ــ إرضاع الأطفال وحضانتهم .
13ـ أن تحسن القيام على تربية أولادها منه في صبر وحلم ورحمة .
14ــ حفظه في دينه وعرضه.
15ــ أن تحفظ حواسه وشعوره وتتحرى ما يرضيه وما يؤذيه فتتجنبه.
والآن إليك أختاه شيئاً من تفصيل تلكم الحقوق: