سجن دمنهور 2003….
صفحات غير مطوية من السشجون المصرية يرويها في حلقات شاهد عيان
بقلم وائل ذهب
قامت إدارة السجن بإبعاد عنبرى (التوبه) على مراحل فى ترحيلات لا أتذكر إلى أين، كان منهم شيخ بلدياتى ينتمى للمنهج القطبى (تصنيف أمنى) عنبر 3,2 وتبقى عنبر 1 وبه عناصر السلفيه الجهاديه، وجماعة المسلمين شكرى مصطفى (التكفير والهجره) وبعض العناصر السلفيه ولأول مره ناس من سيناء وآخرين …
كانت الصدمه وأنا أرى أحد الأخوة المميزين والذى تعايشت معه سابقاً فى سجن وادى النطرون1 وهو يخرج من عنابر التوبه وهو خجلان حينما رآنى فلقد كنا فكراً واحدا ومنهجا واحدا وهو شقيق الجندى المصرى البطل (أيمن حسن) صاحب مشهد قتل ا ل ،ص ه ا ي، ن ه فى سيناء والذى أودى لمقتل مايقارب من 30 يهودياً، ناديته وأنا خلف سلك عنبر 4 لأُسلّم عليه وقد ألجم لسانى وقتها هل أسأله ماالذى أتى بك مع هؤلاء أم أسأله إلى أين أنت ذاهب أم ماذا سأقول له ، فلقد تحاببنا فى الله وتجمعنا العقيده والمنهج والفكر الواحد أم أن كل شىءٍ قد انهار فلا تسألنى ياصديقى بل اسألهم، تعلقت أيدينا من خلال السلك الحائل ونحن نبكى ألم الفراق وألم مخفى لفترةٍ قد مضت ومعها كل ذكرياتنا الجميله وكيف السبيل، غير أنه لمح فى عينى السؤال فأجاب سريعاً : عند الهزيمه لا تسأل الجندى لماذا انهزم وكيف انسحب ولم لم يُقاتل بل اسأل القائد كيف تلاعب بنا وكيف فر من المعركه ولم يعلمنا بخطة الإنسحاب، عندها تذكرت ماقصه والدى وقد كان جندياً فى هزيمة 67 وحرب الاستنزاف و 73 وكيف انهزم الجنود وهم لم يقاتلون وقد كانوا يتمنون القتال (فتاهوا) فى الصحراء فصار اليهود يحصدونهم حصاد الفراخ دون أى مقاومه فلقد انهزموا نفسياً قبل كل شىء..
أدركت ماذا يقصد وماذا يعنى فسكت لأننى لم أكن وقتها مقتنع بما تلقيته فى المراجعات أو فى الندوات وكل ماتمسكت به هو الخيط الذى يربطنى بإخوانى والمدرسه التى تربيت فيها عسى أن أفهم ما يحدث فأنا لا أزال فى صراع بين الفهم والإقتناع وسؤالى لنفسى وماذا بعد، هل انشطر البيت وانحل العقد فانفرط أم ماذا ..لعله خير..
كانت الأحداث تتوالى بسرعه كبيره والنقله التى تحيطنا أكبر من استيعابنا وتغيير الطريق بين ليلةٍ وضحاها من أصعب مايكون ..
كان المشهد به كل أنواع المشاعر مابين متشفى فى بعضهم الذين لطالما أذاقونا مرارة عمالتهم من خلال تعاونهم مع أمن السجون ليزيدوا علينا آلام السجن، وآخر رحيم بهم ويدعوا لهم بالخير، وآخرون يشفعون للبعض بسبب ظروفهم الإجتماعيه التى لم يعودوا يطيقونها أو يتحملونها فالبعض منهم لجأ للتوبه بعد فقدان أسرته أو عمله أو دمروا حياته بكل ماتحمله الكلمه فظن فى الإقرار بالتوبه للأمن أنه سيخرج سريعاً فظل فى السجن كما نحن معه بالسنين فخسر إحترامه لنفسه ومن غيره، وكان هناك منهم من كنا نتمنى له العذاب ضعفين بسبب تعاونهم وعمالتهم الدنيئه لأمن السجون وكان على إثرها إصابة البعض بالأمراض أو رميه فى سمعته وعرضه أو حتى الموت فخرج البعض ليشاهدهم وهم ينطردون طردة الكلاب من بيننا دون أن تشفع لهم عمالتهم وتخابرهم فساروا وهم مُلثمون وجوههم حتى لا يروا أثر الشماته في أعيننا وفى قذارتهم ودناءة أفعالهم وكأن أمن السجون يلقى بهم فى مزبلة البشر…
كان د ناجح إبراهيم يُشرف على التغيير بنفسه بالتنسيق مع ضابط الأمن الوطنى بالسجن وكان من أهم مطالب الناس وقتها هو الفصل الفكرى أولاً، ثم الفصل الإقليمى وكان يدون مطالب الناس بنفسه وأعتقد أنه كان مطلب عادل للجميع، خاصة أن مادوننا من الجماعات المختلفه لم يقبل وقتها المراجعات وسل اتهامه لنا بالعماله مبكراً وأننا قد بعنا قضية الدين ووصل الأمر للتنبيه على أفرادهم بعدم الصلاه خلفنا فى جماعه، ومابين هؤلاء وهؤلاء (تهنا) ولم نكن نعلم ماهى خطة الإنسحاب وهل سنقاتل مجدداً أم سنتوه فى الصحراء تتلقانا يد الأعداء الذين ينتظروننا فى غياب قادة المعركه….
(يتبع)
#صفحات_غير_مطويه